الموضوع: دعوة لمراجعة العلاقة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية
في ظل تصاعد التهديدات التي تتعرض لها المنشآت النووية السلمية لجمهورية إيران الإسلامية، بما في ذلك مفاعلاتها المدنية ووحدات تخصيب اليورانيوم، والتي تخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، نُعرب عن بالغ قلقنا إزاء ما يبدو أنه تقاعس واضح من الوكالة عن أداء واجباتها القانونية والمهنية في إدانة هذه الاعتداءات ومساءلة مرتكبيها.
لقد شهدت منشآت إيران النووية السلمية عدة هجمات تخريبية متكررة، ما يهدد البرنامج النووي المدني الإيراني الذي تعهدت طهران باستخدامه لأغراض سلمية فقط، إلا أن الوكالة لم تصدر حتى الآن مواقف واضحة تدين هذه الاعتداءات أو تتخذ إجراءات فاعلة لضمان حماية هذه المنشآت.
تؤكد معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) في مادتها الرابعة على الحق الثابت وغير القابل للتنازل للدول الأعضاء في تطوير برامج نووية سلمية، والاستفادة من التكنولوجيا النووية للأغراض التنموية والصحية والبحثية، في إطار الشفافية وخضوعها للرقابة الدولية. غير أن الواقع الحالي يكشف عن ازدواجية في المعايير، حيث يُسمح باستهداف منشآت دولة عضو في الوكالة، فيما لا تقدم الوكالة الحماية اللازمة، مما يضعف من مصداقيتها ويحولها إلى أداة لتجسس واستهداف سياسي.
إن خطورة هذه الاعتداءات لا تقتصر على إيران وحدها، بل تمتد لتشكل تهديدًا كارثيًا على الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بأكملها. فتعرض المنشآت النووية لأي اعتداء يمكن أن يؤدي إلى حادث نووي أو تسرب إشعاعي واسع النطاق، ما يهدد حياة الملايين ويمثل كارثة بيئية وإنسانية لا يمكن تحمل عواقبها على المستوى الإقليمي والدولي.
إذا استمر هذا الوضع، فإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تفقد دورها المحايد والمهني، مما يستوجب من مصر والدول العربية مجتمعة إعادة النظر في عضويتها في الهيئة، ومناقشة خيار الانسحاب الجماعي من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، حفاظًا على حقوق الدول في تطوير برامجها النووية السلمية وحماية مصالحها الوطنية.
إننا ندعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى اتخاذ مواقف واضحة وصارمة، وإلى حماية المنشآت النووية السلمية في إيران، وكذلك في جميع الدول الأعضاء، وفقًا لالتزاماتها القانونية والمهنية.
هل ترغب في نسخة بصيغة PDF أو Word؟
هل تريد إضافة أي تفاصيل أخرى؟
0 88: dm4588a03ktc88z05.html
إرسال تعليق