الاعجازالعلمى فى خلق السماوات بغيرعمد وجريان الشمس واتساع الكون ومواقع النجوم
قال ابن كثير - رحمه الله - : " قَوْلُهُ : بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَالْحَسَنِ ، وَقَتَادَةَ : أَنَّهُمْ : قَالُوا : لَهَا عَمَد وَلَكِنْ لَا تُرَى ، وَقَالَ إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ : السَّمَاءُ عَلَى الْأَرْضِ مِثْلُ الْقُبَّةِ ، يَعْنِي بِلَا عَمَدٍ ، وَكَذَا رُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ ، وَهَذَا هُوَ اللَّائِقُ بِالسِّيَاقِ ، وَالظَّاهِرُ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى : ( وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأرْضِ إِلا بِإِذْنِهِ ) الْحَجِّ/ 65 ، فَعَلَى هَذَا يَكُونُ قَوْلُهُ : تَرَوْنَهَا تَأْكِيدًا لِنَفْي ذَلِكَ ، أَيْ: هِيَ مَرْفُوعَةٌ بِغَيْرِ عَمْدٍ كَمَا تَرَوْنَهَا ، هَذَا هُوَ الْأَكْمَلُ فِي الْقُدْرَةِ " انتهى. "تفسير ابن كثير" (4/429)
يقول -تبارك وتعالي- في محكم التنزيل: {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ}الرعد ، ويقول في موضعٍ آخر أيضًا: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا} لقمان ، وفي هذه الآية العظيمة إعجازٌ علمي لم يكتشفه العلماء إلا في العصر الحديث بعد تطور العلم والأجهزة وظهور العديد من النظريات والاكتشافات،
![]() |
جريان الشمس حول مركز المجره حقيقه علميه اثبتها القران الكريم قبل اكثر من الف واربعمائه عام |
إذ تُشير هذه الآية إلى حقيقة أن الله تعالى لم يجعل للسماء أعمدة تمسكها، وأنها برغم ذلك مرفوعه بقدرة الله تعالى كما أن النجوم والكواكب موجودة كما هي السماء بقدرة الله تعالى الذي جعلها كذلك بقوى التجاذب بين النجوم والكواكب التى تجرى عبر افلاكها بفعل قوى التجاذب وكذا بين المجرات وبعضها ؟؟ لهذا اقسم الله بمواقع النجوم واوضح انه قسم عظيم , حيث ان مواقع النجوم ضروريه وهامه لاتزان الكون , ولو اختلفت تلك المواقع لانهار الكون وتحول لكتله واحده او تفتت وضاع فى الفضاء , فمواقع النجوم مصممه لتوازن بين الجاذبيه بين النجوم وبعضها والمجرات وبعضها بل وبما يكفل تحرك تلك النجوم والكواكب فى مدارات بفعل قوى التجاذب بين بعضها البعض بما يكفل تعاقب الليل والنهار وتعاقب الفصول فضلا عن امساك تلك الكواكب والنجوم وحفظ اتزان الكون ؟؟ وهو ما يحتاج الى ضبط دقيق جدا , بل والى حد مذهل ؟؟ كما ان قوى الجاذبيه تلك تتوازن مع قوة تمدد واتساع الكون التي أثبت وجودها العلم الحديث، والمعروفة باسم معامل الكثافة ، أوميغا (Ω) ، والتى هي معدل التوازن للجاذبية وطاقة التمدد في الكون. إنها نسبة كثافة الكتلة للكون إلى "الكثافة الحرجة" وهي تقريبًا 1. إذا كانت الجاذبية قوية جدًا مقارنة بالطاقة المظلمة والتوسع المتري الأولي ، فإن الكون سيكون قد انهار قبل أن تتطور الحياة. بينما إذا كانت الجاذبية ضعيفة جدًا ، فلن تتشكل النجوم.
كذلك فتغير نسبة الثابت الكوني ، المعروف باسم لامدا (Λ) والذى يصف نسبة كثافة الطاقة المظلمة إلى كثافة الطاقة الحرجة للكون ، مع الأخذ في الاعتبار بعض الافتراضات المعقولة مثل أن كثافة الطاقة المظلمة ثابتة. من حيث وحدات بلانك ، وكقيمة طبيعية بلا أبعاد ، Λ في حدود 10-122. هذا صغير جدًا لدرجة أنه ليس له تأثير كبير على الهياكل الكونية التي يبلغ قطرها أقل من مليار سنة ضوئية. كانت القيمة الأكبر قليلاً للثابت الكوسمولوجي ستؤدي إلى توسع الفضاء بسرعة كبيره لن تكون كافية بحيث يمكن للنجوم والهياكل الفلكية الأخرى أن تتشكل.
كذلك فإذا تغيرت نسبة طاقة الجاذبية Q ، المطلوبة لجذب مجرة كبيرة بعيدًا عن الطاقة المكافئة لكتلتها ، هي حوالي 10−5. إذا كانت صغيرة جدًا ، فلا يمكن أن تتشكل النجوم. إذا كان حجمه كبيرًا جدًا ، فلا يمكن للنجوم البقاء على قيد الحياة لأن الكون سيكون شديد العنف ، والاضطراب وفقًا لمايكل ريس.
كذلك فان اختلاف معدل جاذبية الارض عن قيمتها الحاليه كان يمكن ان يؤدى لاختفاء الحياه من الارض لتشتت الغلاف الجوى فى الفضاء حال ضعف الجاذبيه فاذا كانت الجاذبيه اشد ضعفا فالارض نفسها ستتفكك الى كتل تسبح فى الفضاء وقد تحدث انفجارات هائله نتيجه الضغط الموجود فى باطن الارض وضعف الجاذبيه
بل ان حجم الارض وكثافة مادتها (كتلتها ) تحدد جاذبيتها الارضيه وموقعها فى المجموعه الشمسيه هو الذى يحفظ توازنها ويؤدى لدورانها حول نفسها وحول الشمس بل ويؤدى دورانها الى خلق قوة طرد مركزى تحفظ القشره الارضيه بل وتحفظ كل ما على سطح الارض لانها تتوازن مع قوة الجاذبيه , كذلك فموقع الارض بالنسبه للشمس هو الذى ادى لظروف مناخيه تتناسب مع ظهور الحياه على الارض فلو كانت الارض اقرب للشمس لاحترق كل ما عليها ولكانت الحراره تقاس بالاف او عشرات الالاف المئويه ولو كانت ابعد لتجمدت الارض وكانت الحراره بمئات او الاف الدرجات تحت الصفر
فتلك الايات توضح العديد من الحقائق العلميه التى لم تكن معلومه وقت البعثه النبويه ولا حتى منتصف القرن الماضى كاتساع الكون وتمدده والتى اثبتها واكتشفها التليسكوب العملاق هابل , والعديد من الثوابت والحقائق الكونيه التى تكشفت بعد ذلك وكما اوضح ان النجوم والكواكب والاقمار تجرى , كما اوضح فى ايات قرأنيه اخرى ان الشمس والنجوم تجرى لمستقر لها اى ان سبب حركه النجوم والكواكب فى افلاكها انها تتجاذب وتتوازن بين العديد من القوى وانها تجرى بحثا عن الاستقرار والاتزان . بل ان كل هذه القوى لا تكفى لاتزان السموات وما بها من نجوم وكواكب والارض وما عليها لكن الامر يمتد الى العديد من اسرار الخلق الاخرى حتى داخل الذره ونواتها التى قدرها الحق جل وعلا والتى لولاها لم يكن الكون ليظهر للوجود كنسبة القوة الكهرومغناطيسيه الى قوى الجاذبيه داخل نواة الذره
حيث N ،هى نسبة القوة الكهرومغناطيسية إلى قوة الجاذبية بين زوج من البروتونات ، هي تقريبًا 1036. وفقًا لريس ، إذا كانت أصغر بكثير ، يمكن أن يوجد فقط كون صغير وقصير العمر.
كذلك فان معدل تحول الهيدروجين لهليوم عامل حاسم هو الاخر فى وجود الكون و تكونه واستمراره حيث إبسيلون (ε) هو مقياس للكفاءة النووية للانصهار من الهيدروجين إلى الهيليوم ، وهو 0.007: عندما تندمج أربع نيوكليونات في الهيليوم ، يتم تحويل 0.007 (0.7٪) من كتلتها إلى طاقة. يتم تحديد قيمة ε جزئيًا بواسطة قوة القوة النووية القوية. إذا كان ε 0.006 ، يمكن أن يوجد الهيدروجين فقط ، وبالتالى فلم تكن المعادن الثقيله والكواكب لتتكون وستكون الكيمياء المعقدة والحياه مستحيلة. ، إذا كانت أعلى من 0.008 ، فلن يوجد هيدروجين ، لأن كل الهيدروجين قد اندمج بعد وقت قصير من الانفجار العظيم. ولم تكن النجوم والمجرات قد تكونت ؟؟ يختلف علماء فيزيائيون آخرون ، بحساب أن كمية الهيدروجين تبقى طالما أن ثابت اقتران القوة القوية يزيد بنسبة أقل من حوالي 50٪.
كذلك فاى اختلاف فى عدد الأبعاد المكانية في الزمكان D . والتى هى ثلاثة ابعاد يدعي ريس أن الحياة لا يمكن أن توجد إذا كان هناك 2 أو 4 أبعاد من الزمكان أو إذا كان عدد الأبعاد الزمنية في الزمكان أي شيء آخر غير 3. يجادل ريس بأن هذا لا يمنع وجود السلاسل ذات الأبعاد العشرة.
ولاشك اننا بعد التعرف على كل تلك الحقائق حول خلق السماء والارض ( انظر مقالى تفسير خلق الكون بين الاسلام والعلم ) ورفع السماء بغير عمد نراها الى اجل مسمى وانه تبارك وتعالى هو الذى يمسك السماء ان تقع على الارض ويمنع الكون من الانهيار والارض ان تميد الى اجل مسمى لا نملك الا القول تبارك الله احسن الخالقين
لذلك فقد كان من الفاضح ان يسخر بعض الحمقى من تلك الايه الكريمه كالمجحوم الجاهل سيد القمنى لانه فى الحقيقه يسخر من سفاهته وجهله الفاضح بينما تحمل تلك الايات من الاعجاز المذهل ما يعجز عقل امثاله القاصر عن استيعابه فالايه لا تتحدث فقط عن رفع السماء وانما تشير ايضا للسبب وهو تسخير الشمس والقمر وجريانها لاجل مسمى وان ذلك من تدبير الخالق ومن ايات الكون , وكل ذلك مما لم يكن معروفا فى عصر النبوة ولا بعده بل ان اكتشاف جريان الشمس لم يتم الا قرب بدايات القرن العشرين ؟؟ بل انها تجرى مصطحبه معها الارض وكل كواكب المجموعه الشمسيه حيث تم اكتشاف جريان الشمس حول مركز المجره بسرعة 240 كيلومتر في الثانية وتكمل دورة كاملة حول مجرتها كل 250 مليون سنة.. ومنذ ولادتها التي ترجع إلى 6.4 مليار سنة، أكملت الشمس وتوابعها 18 دورة حول المجرة، وذكرت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) أن الشمس تدور باتجاه دوران الأرض نفسه وعندها الطاقة الكافية لتكمل خمسة مليارات سنة أخرى من الآن. فالشمس كالمصباح الذى يضىء باندماج الهيدروجين واشتعاله ليصدر عنها الضوء والطاقه, بل وانها تقصد نقطه معينه تستقر عندها اسموها نقطه استقرر الشمس ( solar apex ) بل وحينما درس العلماء حركه الشمس وجدوها لا تدور حول مركز المجره فقط بل لها حركه اهنزازيه تتجه خلالها لاعلى واسفل خلال دورانها حول مركز المجره فحركتها اشبه بجرى الخيول داخل حلبة السباق فحركه الشمس لاتقتصر على الحركه اليوميه من الشرق الى الغرب كما نراها من الارض, وان حركتها ليست الى اجل مسمى ولكنها تجرى لتصل الى مستقر لها وهو ما يوضح تنازع قوى مختلفه تؤثر فى حركتها وعدم استقرارها وانها تجرى للوصول الى وضع الاستقرار وكل تلك حقائق وردت صريحه ومعجزه فى القران الكريم وفى ذلك اشاره واضحه ومجمله الى جملة الاسباب التى تحفظ اتزان وبقاء السماء والكون بل وحفظ تماسكها بغير عمد كما سبق التوضيح وبما يهيىء لنشأة واستمرار الحياه على كوكب الارض , لهذا لم يكن مستغربا ان يقسم المولى بمواقع النجوم وغيرها من الايات التى توضح الصورة الحقيقيه للحياه والكون كامله لاولى الالباب وصدق الحق تبارك وتعالى حينما قال فى سورة فصلت اية 53
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ |
موضوعات ذات صله :
0 88: dm4588a03ktc88z05.html
إرسال تعليق