يتساءل البعض متهكما هل يمكن ممارسة العبادات الاسلاميه ان انتقل الانسان خارج الارض فى محاولة بائسه منه للمز والتشكيك فى صلاحية الاسلام لكل زمان ومكان فيقول
ماذا سيحدث للممارسات الدينية التي يفترض أنها لكل زمان ومكان إذا انتقل البشر للحياة على كوكب آخر مثلاً المريخ حيث لا مقدسات مكانية ولا تقويم زمني أرضي؟
اولا الاسلام صالح بالفعل لكل زمان ومكان حتى وان انتقل الانسان عبر الكواكب والمجرات ويكفى ان الاسلام اول من قال بامكان الجن والانس من النفاذ عبر اقطار السموات والارض قبل الف واربعمائه عام وهو ما لم يكن مفهوم ولا متصورا فى زمان بعثته صلى الله عليه وسلم ثم ياتى زمان نشاهد فيه حدوث ذلك فى كل ارجاء العالم
قال تعالى فى سورة الرحمن " (يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان) "
وسواء كان السفر الى الكواكب الاخرى سواء داخل المجموعه الشمسيه او خارجها فان ذلك يستلزم امرين بالنسبه للعبادات للمسلمين اولا تحديد القبله وثانيا تقدير مواقيت الصلاة والصوم وكما ذكر القرأن امكانية النفاذ بين اقطار السموات والارض فقد ذكر القران كذلك فى محكم ايات الذكر الحكيم اختلاف الايام عن ايام الارض وان الايام على الارض نسبيه سواء للايام عند الله او لايام عروج الملائكه الى الله تبارك وتعالى فنجد فى سورة الحج اية 37 ( وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ۚ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ) (47) كذلك نجد فى سورة المعارج قوله تعالى ( تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)
كما سنجد فى السنه النبويه المطهره الحل الساطع لعلاج اختلاف الزمان باختلاف وقت شروق وغروب الشمس سواء على الارض ذاتها او خارجها فنجد فى احاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم
من اشراط الساعه تقارب الزمان وخروج الدجال واختلاف ايام الدجال كما جاء فى حديث مسلم
أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن الدجال وقال: إنه يمكث في الأرض أربعين يوما، اليوم كسنة، والثاني كشهر، والثالث كأسبوع، وباقي الأيام كأيامنا.
قال النووي رحمه الله: قال العلماء هذا الحديث على ظاهره وهذه الأيام الثلاثة طويلة على هذا القدر المذكور في الحديث، يدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: وسائر أيامه كأيامكم. اهـ فاليوم الأول كسنة في الطول ولكنه يوم واحد من حيث خصائص اليوم والليلة، فتطلع فيه الشمس مرة وتزول وتغرب، ولذلك قال الصحابة رضي الله عنهم: فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: لا اقدروا له قدره. رواه مسلم. قال النووي : ومعنى (اقدروا له) أنه إذا مضى بعد طلوع الفجر قدر ما يكون بينه وبين الظهر كل يوم فصلوا الظهر، ثم إذا مضى بعده قدر ما يكون بينها وبين العصر فصلوا العصر، وإذا مضى بعد هذا قدر ما يكون بينها وبين المغرب فصلوا المغرب، وكذا العشاء والصبح ثم الظهر ثم العصر ثم المغرب. وهكذا حتى ينقضي ذلك اليوم وقد وقع فيه صلوات سنة
معنى ذلك ان اختلاف وقت شروق الشمس وغروبها على الكواكب الاخرى او على الارض ليس بمشكله ايا كان مقدارة وان على المسلمين تقدير اوقات الصلاة والصيام طبقا لتقويم بلدانهم او توقيت مكه المكرمه او طبقا لتوقيت اقرب بلد تشترك معهم فى جزء من الليل وتشرق فيه الشمس كل اربع وعشرين ساعه طبقا للايسر لهم
اما فيما يتعلق بتحديد القبله لاهل السماء اى لمن هم خارج الارض فنجد تفصيل ذلك فى حديث النبى صلى الله عليه وسلم عن البيت المعمور
من الآيات الكبرى التي كانت في رحلة الإسراء والمعراج رؤية البيت المعمور؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثُمَّ رُفِعَ لِي البَيْتُ المَعْمُورُ». وفي رواية مسلم: «ثُمَّ رُفِعَ لِي الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، إِذَا خَرَجُوا مِنْهُ لَمْ يَعُودُوا فِيهِ آخِرُ مَا عَلَيْهِمْ».
كما أنه من الآيات الكبرى؛ لأن الله تعالى أقسم به، وهو سبحانه لا يُقْسم إلا بعظيم؛ قال سبحانه: {وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6) إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ} [الطور: 1 - 7].