هل خلق الله الارض قبل السموات
اولا كيفيه الخلق ونشأة الكون
قال تعالى فى سوره الانبياء
أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما
وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون 30
اى ان السماوات والارض كانت كتله واحده وجسما واحدا
ففتقناهما اى ففصلناهما وباعدنا بينهما
من المعروف ان الكون نشا من كتله هائله من الطاقه والماده التى كان حجمها صفر والتى انفجرت لسبب غير معروف وتمددت بسرعه وقوه لتصل الى اقل كثيرا من قطر نواة الذره ثم تمددت لتصبح فى حجم كره قطرها لا يزيد عن 10 سم ثم تمددت لتصبح فى حجم مجرتنا الحاليه ثم اخت فى التمدد لتصل الى حجم الكون الحالى
وهي المرحلة التي تسبق الزمن (10^-43). يطلق على هذه المرحلة بمرحلة التفرد (Singularity) ففي هذه المرحلة لا وجود للذرات والجسيمات الأولية، فكلها مندمجة لتشكل شيئاً ما غامضاً لا يمكن معرفة كنهه، هذه المرحلة لا تخضع لأي قانون فيزيائي وتبقى مرحلة غامضة لا تفسرها الرياضيات الفيزيائية، فالعلماء عاجزين عن وصف أو تخيل أي شيء عقلاني أو مما يمكن قبوله عقلاً فيما يتعلق بزمن الصفر المطلق، حينما لم يكن هناك شيء قد حدث بعد. وراء الزمن المذكور
يبدو أن الكون بدأ التكون منذ 13.7 مليار سنة. ومنذ ذلك الوقت يعتقد أن الكون مر بثلاثة مراحل في تكوينه. والجزء الغامض من هذه المراحل والذي يعتبر مبهما وليس معروفا هو جزء من الثانية الأولى بعد الانفجار وهي الفترة التي كان فيها الكون شديد الحرارة بحيث كانت الجسيمات الأولية ذات طاقات عالية جدا تفوق ما وصلت إليه معجلات الجسيمات التي لدينا اليوم. وبناء على ذلك فالمواصفات الأساسية التي وصلنا إليها اليوم عن الانفجار العظيم إنما هي مبنية على الظن والافتراض إلى جانب مشاهداتنا العملية للكون.
وبعد مرور ذلك الجزء من الثانية الأولى بدأ الكون يتشكل ويتطور طبقا لمعرفتنا في أطار فيزياء الطاقة العالية. وتمثل هذه المرحلة الفترة التي تكون فيها أول البروتونات، والإلكترونات والنيوترونات، وتكونت هذه أنوية وذرات. وبتكون الهيدروجين المتعادل كهربائيا ظهر إشعاع الخلفية الميكروني الكوني والذي نستطيع قياسه اليوم بأجهزتنا الحديثة.
وبعد تكون الهيدروجين، بدأ يتجمع مكونا نجوم ومجرات وكوازارات، وعناقيد من المجرات ووعناقيد مجرات هائلة. وتكونت من الانفجارات النوويه داخل النجوم المعادن الثقيله كالسيلكا والحديد لتدور حول النجوم كسديم ( تكونت منه الكواكب بعد ذلك )
حدث ذلك فى الفتره من 3 دقائق الى 300 الف سنه بعد الانفجار العظيم
قال تعالى ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَا لَكُم
مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ) (4) السجده
وقال تعالى ( تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) (4) المعارج
وبالطبع فلا احد يعلم المقصود بقيمه اليوم من ايام الخلق ومدته فهذا من علم الغيب ,
ولكن ان افترضنا ان ايام الخلق كايام العروج الى الله فان قيمه الثلاثمائه الف عام تعادل قيمة ستة ايام
من ايام الخلق وخلال تلك الفتره تكون السماوات والارض وما بينهما قد خلقت بالفعل
ولكن هنا يكمن السؤال كيف يكون ذلك ؟؟ والارض لم تتكون بعد انذاك ؟؟ بينما الايات تتحدث عن خلق السماوات والارض وما بينهما , وسنجد الرد على ذلك فى ايات سورة فصلت
{قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [فصلت 9 – 12]
فالايات توضح ان الله خلق سبع سماوات فى يومين واوحى فى كل سماء امرها اى ما يكون فيها من امور وما تصير اليه منذ بدء الخلق والى يوم القيامه فالسماء قد تكونت منذ بدء الخلق ( الانفجار العظيم ) ثم استوى رب العالمين الى السماء فقضاهن سبع سموات ثم اوحى فى كل سماء امرها اى ما تصير اليه من مجرات ونجوم وكواكب ودواب ومخلوقات واتساع وتمدد الى حين نهاية الكون وطى السموات كطى السجل اى خطة الانشاء الكامله لكل سماء وما يكون فيها منذ بدء الخلق والى قيام الساعه ومن المعلوم ان الشموس والكواكب والمخلوقات جميعها وجدت مادتها الاوليه منذ الانفجار العظيم فالشموس والكواكب والمخلوقات جميها تكونت من الغبار الكونى الذى نجم عن الانفجار العظيم ومعه كل مكونات الخلق التى ستكون بعد ذلك بامر الله تبعا لتصميم واليه التكوين التى صممها الخالق منذ اوحى فى كل سماء امرها وما ستصير اليه هى وكل ما فيها ومن فيها , ثم توضح الايات ان الله زين السماء الدنيا بمصابيح بعد ان كان الكون مظلما وكثيفا واكثر جاذبيه وتماسكا حتى كانت قوى الجذب تمتص الضوء فكان الكون مظلما ( مصداقا لقوله تعالى اغطش ليلها ) ثم بعد ذلك تكونت النجوم او الشموس البدائيه مع بروده الكون واتساعه وتمدده وانخفاض قوى التماسك والجاذبيه غدا الكون شفاف واصبح الضوء يمكن ان يمتد لسنوات ضوئيه دون ان يتم امتصاصه , فاصبحت الرؤيه ممكنه بعد ان كانت غير ممكنه لان الضوء كان يتم امتصاصه ويستحيل رصده او رؤيته وكان الكون مظلما , فالشموس او المصابيح احدى معجزات الخلق لكنها لا تقتصر على ذلك فقط فقوى ومواقع الشموس والكواكب والمجرات تحفظ الكون من الانهيار او التوسع والانفجار لهذا لم يكن مستغربا ان يقسم الحق تبارك وتعالى بمواقع النجوم ويوضح انه قسم لو تعلمون عظيم
وفى الآية 47 من سورة الذاريات[41] قال تعالى:
وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ
فالايات توضح ان خلق الارض وقد تم بعد خلق السماوات فى يومين ولكن خلق الارض لم يقتصر على مجرد ايجاد مادتها ليكتمل بعد ذلك تكوينها لكنه امتد الى تصميم خطة الانشاء واستكمالها بل وتقدير اقواتها اى الاقوات التى سيعيش عليها الكائنات التى لم تكن قد خلقت بعد ولكن وجدت الماده التى سيخلقون منها بعد نقخ الروح فيها فتم تقدير كيفية انتاج وتوفير تلك الاقوات بشكل تلقائى خلال خطة الانشاء وتبارك الله احسن الخالقين , ثم سنجد الخالق جل وعلا قد استوى الى السماء وهى دخان اى كانت قد نشأت وتكونت لكن لم تصل الى صورتها النهائيه بعد فقضاهن الله سبع سماوات فى يومين واوحى فى كل سماء امرها اى ما ستكون عليه الى يوم الدين , برغم ان بعض تلك السماوات لم تكن قد تكونت بعد لكن مادتها وخطه تكونها وما ستصير اليه الى يوم الدين كانت قد وضعت منذ ذلك الحين بل وتم تزيينها بالنجوم وحفظا من الانهيار حيث يحكم الكون قوى التوازن الخارق المعجزه بين قوى تماسك الانويه والذرات ( القوى النوويه ) والقوى الكهرومغناطيسيه وقوى التجاذب الكونى بين الكواكب والنجوم والمجرات فضلا عن قوى التمدد الكونى وكتله كثافه الكون وكذا بقى الثوابت الكونيه المحدده سلفا والتى لو تغيرت قيمتها بادنى قيمة لم يكن الكون لينشأ على الاطلاق
ثانيا مراحل خلق السماوات والارض
يقول تعالى {أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ ۚ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33)} [ النازعات]
المصدر: https://nasainarabic.net/education/articles/view/origin-destiny-univese
- دحَى الخبّازُ العجينةَ:
- جعلها على هيئة بيضة.
- دحى الله الأرض:
- دَحَاها، بسَطَها ومدَّها ووسَّعَها على هيئة بيضة للسُّكنى والإعمار ''أرضٌ مَدْحِيَّةٌ- دحَى الخبّازُ العجينةَ- {وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} ''.
اخرج منها ماءها ومرعاها :
فالكواكب انواع كواكب غازيه تتكون من الغازات والابخره , وكواكب ثلجيه وتكون عادة بعيده عن النجم الذى تدور فى فلكه فتنخفض حرارتها لتصبح ثلجيه , وكواكب كالارض وعاده تكون ذات درجه حراره ملائمه لتكون الابخره وتتكون عاده من الابخره وبخار الماء والمادن الثقيله التى تتكون من انفجارات النجم الذى تتبعه والتى تكون السيلكا والحديد وغيرها من المعادن الثقيله مع الهيدروجين والاكسجين والاوزون والهليوم والماء وغيرها , والماء قد يكون فى باطن الارض وقد يكون فى هيئه بخار ماء ويعتمد ذلك على درجة الحراره ومدى قرب او بعد الكوكب على النجم كما يعتمد على حجم الكوكب وقوه جاذبيته فكل تلك عوامل تؤثر فى تكون غلاف جوى وعدم تشتت الابخره والغازات فى الفضاء الخارجى , كما تؤثر فى وجود الماء قرب سطح الكوكب او فى عمقه تحت القشره الارضيه على اعماق بعيده , ولهذا كان اخراج الماء من اهم مقومات الحياه واسباب تكونها , كذلك تكون التربه والغلاف الجوى كل ذلك مما لا ينشأ بالصدفه بما يسمح بتكوين الحياه ونشأتها , بل ان تكون الحياه بانواعها لا يزال الى الان احد اسرار الكون سواء اكانت تلك الحياه نباتيه او حيوانيه او كمخلوقات عاقله كالانسان
والجبال ارساها
اى جعلها رواسى تحد من حركه الارض واصطدام صائح القشره الارضيه مما يحد من الزلازل والبراكين وغيرها , كما انها تحفظ دوران الكوكب وتعادله مع قوى الجذب والتمدد الكونى وباقى الثوابت الكونيه بما يكفل ضمان الاتزان داخل كل المجموعه الشمسيه او النجميه بل وبينها وبين المجره والمجرات الاخرى بما يمن توازن الكون ومنع انهياره اوبالانكماش على نفسه او انفجاره , وهو ما يوضح اهميه الجبال وغيرها فى حفظ اتزان واستمرار الكون
مراحل نشأة الكون: يمكن تقسيم نشوء الكون وتطوره وفق نظرية الانفجار العظيم إلى خمسة مراحل رئيسة هي:
المرحلة الأولى: وهي المرحلة التي تسبق الزمن (10^-43). يطلق على هذه المرحلة بمرحلة التفرد (Singularity) ففي هذه المرحلة لا وجود للذرات والجسيمات الأولية، فكلها مندمجة لتشكل شيئاً ما غامضاً لا يمكن معرفة كنهه، هذه المرحلة لا تخضع لأي قانون فيزيائي وتبقى مرحلة غامضة لا تفسرها الرياضيات الفيزيائية، فالعلماء عاجزين عن وصف أو تخيل أي شيء عقلاني أو مما يمكن قبوله عقلاً فيما يتعلق بزمن الصفر المطلق، حينما لم يكن هناك شيء قد حدث بعد. وراء الزمن المذكور الذي هو (10^-43) يقع زمن بلانك (Planck Time) الشهير، الذي سمي بهذا الاسم نسبة للعالم الفيزيائي الشهير ماكس بلانك (Max Planck)، هذا الزمن يمثل نقطة من الزمن لا احد يعرف ما حدث قبلها، وهي في نظرية الانفجار العظيم متمثلة بما قبل الزمن (10^-43) ثانية. وهو الأمر الذي دعا العلماء إلى تسمية نقطة الزمن هذه بالحائط. وكان ماكس بلانك أول من أشار إلى استحالة تفسير الذرات في المرحلة التي تكون فيها الجاذبية متطرفة.
المرحلة الثانية: تبدأ من (10^-43) ثانية ولغاية (1) ثانية. في زمن مقداره (10^-43) حدث الانفجار العظيم. وكان قطر الكون (10^-33) سنتيمتر، أي اصغر من قطر نواة الذرة الذي يبلغ (10^-13) سنتيمتر. القوى الأربعة الموجودة الآن في الكون (القوة النووية الشديدة، والقوة النووية الضعيفة، والقوة الكهرومغناطيسية، وقوة الجاذبية) كانت متحدة مع بعضها مكونة نوع واحد من الطاقة، أما الحرارة فكانت تبلغ (10^+32) كالفن أي اكبر من حرارة الشمس التي تبلغ (6000) درجة مئوية عند السطح و(20) مليون درجة مئوية في المركز. ودرجة حرارة الكون هذه تعد حدود الحرارة القصوى التي تنهار وراءها جميع القوانين الفيزيائية التي نعرفها. أما مادة الكون فكانت مكونة من قسيمات بدائية غير موجودة الآن، وهي أسلاف الكاركات (Quarks) التي تعد احد عناصر المادة. وكانت هذه القسيمات البدائية تتفاعل فيما بينها بشكل مستمر، وكان الكون يكبر ويتمدد بشكل دائم.
من (10^-35) ثانية ولغاية (10^-32) ثانية، تضخم الكون بمقدار (10^+50) مرة عن حجمه الأصلي، فمن حجم اقل من نواة الذرة إلى حجم كرة قطرها (10) سنتيمترات. وهذا التوسع الهائل اكبر من التوسع الذي حصل من حينها إلى الآن، فمعدل التضخم الآن صار ضعيفاً نسبياً فهو بمقدار (10^+9)، بعبارة أخرى نقول أن فارق الحجم الموجود بين الجزء الأولي للكون وبين الكرة هو أكبر نسبياً من الفارق بين الكرة وبين حجم الكون الآن.
يستمر توسع الكون وبرودته، ويحصل شيء مهم في الفترة ما بين (10^-11) ثانية إلى (10^-15) ثانية، إذ تختفي جميع القسيمات البدائية تاركة المجال للبارتيكولات (Particules) وهي اصغر الأجزاء المكونة للمادة المعروفة الآن، كما أن القوى الأربعة أخذت بالتفكك والانفصال، وتم ذلك عند درجة حرارة مقدارها (10^+15) كالفن.
نتيجة لاستمرار توسع الكون وانخفاض درجة حرارته، وعند الزمن (10^-10) ثانية وما بعده فان العديد من الدقائق بدأت بالتكون. هذه الدقائق تدعى بـ (Baryons) وتتضمن الفوتونات (Photons) ونيوترينوات (Neutrinos) والاليكترونات (Electrons) والكواركات (Quarks) والتي سوف تصبح المادة التي تبنى منها كتلة المادة والأحياء التي نعرفها اليوم. وكان حجم الكون ألف ضعف حجمه السابق، أي أن حجمه أصبح بحجم مجموعتنا الشمسية.
المرحلة الثالثة: من (1) ثانية إلى (3) دقائق، كانت درجة حرارة الكون أكثر من (10) بليون درجة مئوية. درجة الحرارة هذه يمكن الوصول أليها في انفجارات القنابل النيتروجينية. وفي هذه المرحلة كان الكون مؤلف من فوتونات والكترونات، والجزيئات الذرية الفرعية مثل النيوترون والبروتونات. ومع استمرار الانخفاض في درجة الحرارة فان البروتونات، أصبحت أكثر شيوعاً حتى وصلت نسبتها حوالي سبعة أضعاف النيوترونات. اتحد كل نيوترون مع بروتون ليشكلا زوجاً يدعى بالدوتيريوم (Deuterom) التي تجمعت لتكون نوى عنصر الهليوم، الذي يحتوي على بروتونين ونيوترونين، واستمرت هذه العملية حتى اندمجت كل النيوترونات مع البروتونات لتكوين الهليوم، أي اختفت جميع النيوترونات من الكون. وهذا يعني أن الهليوم يشكل تقريباً ربع مكونات الكون.
المرحلة الرابعة: من (3) دقائق إلى (100 مليون) سنة، لم تتكون الذرات ألا بعد (300 ألف) سنة، وانخفضت درجات الحرارة إلى (3000) كلفن، مما سمح لذرات الهيدروجين بالظهور والبقاء دون فناء. وبعد برودة الكون ظهرت الذرات المتعادلة (Atoms Neutral) بكثرة. وكان الكون أصغر مما هو عليه الآن بكثير جداً وتجمعت الذرات المتعادلة مكونة غيوماً غازية، من هذه الغيوم الغازية ظهرت النجوم الأولية وغدا الكون شفافاً وأصبح الضوء ينطلق لسنوات ضوئية دون مواجهة خطر الامتصاص ولم تكن الرؤية ممكنة قبل ذلك الوقت لأن الضوء كان يُمتص مما يجعل رصده ـ لو قدر أن رصد ـ مستحيلاً. وبعد حوالي (32 مليون سنة) بعد عملية الانفجار العظيم إلى اليوم بدأ خلق أغلب العناصر المعروفة لنا (وهي أكثر من مئة وخمسة عناصر) بعملية الاندماج النووي في داخل النجوم حتى تكون عنصر الحديد في داخل المستعمرات المتوهجة العظمى، وتكونت العناصر الأعلى وزناً من نوى ذرات الحديد باصطيادها اللبنات الأولية للمادة المنتشرة في صفحة السماء.
المرحلة الخامسة: من (100 مليون) سنة إلى (الوقت الحاضر)، عندما بلغ الكون خمس حجمه الحالي تشكلت المجرات الفتية (Galaxies Young) من تجمع النجوم. وعندما بلغ الكون نصف حجمه الحالي تكونت المجاميع الشمسية (Solar Systems) التي تتكون من نجم يدور حوله عدد من الكواكب في مدارات خاصة بكل كوكب، أما منظومتنا الشمسية المسماة بدرب اللبانة (Milky Way) فقد تكونت بعد (10 بليون) سنة من حدوث الانفجار العظيم، عندما كان حجم الكون ثلثي حجمه الحالي. الكيفية التي تكونت بها الأنظمة أو المجاميع الشمسية فسرت وفق النظرية السديمية التي أصبحت اليوم جزءً من نظرية الانفجار العظيم، والتي سوف نتطرق لها بشيء من التفصيل فيما يلي.
0 88: dm4588a03ktc88z05.html
إرسال تعليق