انتهى د.ألفريد .ج. بتلر من كتابه «فتح العرب لمصر» في مطلع القرن العشرين ونشره بالإنجليزية بالطبع. ومنذ أكثر من نصف قرن ترجمه الأديب الراحل محمد فريد أبو حديد، وأصدرته لجنة التأليف والترجمة والنشر صاحبة الأيادي البيض على الثقافة العربية، بتصديها لنشر عدد ضخم من الأعمال المؤلفة والمترجمة التي أسهمت في تشكيل وعي أجيال وأجيال، والقيام بدور طليعي بحق في شتى حقول المعرفة.
ومنذ 30 عامًا، بادرت سلسلة «تاريخ المصريين» التي تصدرها هيئة الكتاب بإعادة نشر الكتاب باعتباره المرجع الأدق والأشمل لوقائع الفتح أو الغزو العربي لمصر.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن العرب -المسلمين- لم ينفردوا باتخاذ ذلك الطريق: طريق الغزو والاحتلال العسكري وتكوين الإمبراطوريات الكبرى التي تجتاح العالم، قبل وبعد الإمبراطورية العربية، بل وشهد العصر الفرعوني تشكيل عدة إمبراطوريات قامت أيضًا على الغزو والاحتلال. وعقب سقوط الأسرة الحاكمة الفرعونية الحادية والثلاثون، غزا الإسكندر المقدوني العالم، منحدرًا من الجزر اليونانية إلى مصر وبلغ مشارف الهند، بعد أن عقد صُلحًا مع الفرس الذين كانوا قد شكّلوا بدورهم إمبراطورية اتخذت الطريق نفسه، طريق الغزو العسكري والاحتلال. وتتابعت الإمبراطوريات: البطلمية ثم الرومانية لعدة قرون، ثم العربية الإسلامية لعدة قرون أخرى تخللتها الإمبراطورية العثمانية، وصولًا للغزو والاحتلال الإنجليزي عام 1882 عندما تشكلت الإمبراطورية التي كانت لا تغيب الشمس عن ممتلكاتها.
بطبيعة الحال لا يدافع كاتب هذه السطور أو يبرر منطق الغزو والاحتلال الذي ساد لعدة قرون، والمقصود فقط تقرير الواقع القائم آنذاك. ومن ناحية أخرى لم يكن تأثير الدول الغالبة واحدًا على الأمم التي احتلوها. فالاجتياح المغولي الأشد دموية على سبيل المثال لم يترك أثرًا يُذكر في الأمم التي تعرّضت للاجتياح، فيما تركت الإمبراطورية الفارسية آثارًا تفاوت حجمها هنا وهناك. وفي مصر تحديدًا، استقرت قبائل عربية بكاملها، هاجرت من نجد والحجاز في وادي النيل، وامتزجت وذابت في نسيج مصر. تغيّرت الديانة عدة مرات، وكذلك اللغة، ونحن، مصريو اليوم أبناء كل ذلك التاريخ، ولهذا أشارك الكثيرين الرأي أن الفراعنة والإغريق وكذلك الرومان والأقباط والمسلمين شكّلوا هذه السبيكة الفريدة التي نعيش على أرضها.
*
أعود إلى كتاب بتلر الذي كان على الرغم من انتمائه قلبًا وقالبًا للخطاب الغربي الأوربي في التاريخ، إلا أنه كان مع ذلك مثالًا للباحث المتجرد الذي يعكف على عمله منزهًا عن الغرض والهوى، ولا يعبأ إلى أين تميل الحجة، ولا يقصد الانحياز إلى هذا الرأي أو ذاك.
فعلى سبيل المثال كان لبتلر الفضل في تصحيح بعض مفتريات التاريخ التي كانت شائعة، ومن بينها اتهام أكثر المؤرخين للقبط بأنهم كانوا دائما يرحبون بالغزاة الأجانب أيًا كانوا، فقد تقلّب على صدر بلادهم الفرس واليونان والرومان والعرب. وكذلك الاتهام الموجّه للمسلمين بحرق مكتبة الإسكندرية التي كانت منارة للعالم القديم، وقد خصص بتلر عددًا لا بأس به من صفحات كتابه لدحض كثير من الأكاذيب التاريخية التي استقرت بوصفها حقائق تاريخية.
ولست في حاجة للتأكيد على أهمية هذه الفترة المفصلية التي عكف على دراستها بتلر، فقد كانت خاتمة لعصر كامل، وبداية لعصر جديد ناهض في تاريخ مصر والعالم. ومما تميّز به الكتاب وضاعف من قيمته العلمية، رجوعه إلى أسانيد وكتابات القبط والأرمن والسريان واللاتين والعرب، حيث فحص وحلّل وقارن ما كُتب عن فترة مضطربة متقلبة، تصارعت فيها أمم وحضارات وإمبراطوريات وديانات.
*
يجب الإشارة أولًا إلى أن «فتح العرب لمصر» ليس كتابًا رائدًا فقط، بل هو الكتاب الوحيد على وجه الحصر الذي تناول وقائع الغزو العربي لمصر على هذا النحو الشامل والتفصيلي، واقتصرت المعالجات السابقة عليه، سواء كانت لمؤرخين مسلمين أو أوروبيين على إشارات متفرقة ومتناثرة، من بين تلك المعالجات ما أورده مؤرخون كبار مثل ابن خلدون وابن عبد الحكم والسيوطي والمقريزي، أو مؤرخون أقباط ويونانيون وأرمن.
وقد عكف بتلر على كل هذه الكتابات فضلًا عن مئات المراجع والقصاصات والدوريات. وبالرغم من اعترافه بما واجهه من مشقة نتيجة ضعف لغته العربية، التي توفّر على دراسة كتابات مؤرخيها باللغة الأصلية، إلا أنه لم يترك شاردة أو واردة إلا وأخضعها للتحليل والتمحيص والمقارنة. بل أنه زار مصر عدة مرات أثناء تأليفه للكتاب، والتقى بالشيخ محمد عبده الذي ساعده في توفير بعض المراجع النادرة، كما التقى بعدد من الموظفين العموميين الإنجليز والفرنسيين الذين كانوا يتولون وظائف ذات طابع فني في الحكومة المصرية مثل نظارة الأشغال العامة وغيرها.
منذ اللحظة الأولى، يؤكد بتلر أن الفتح أو الغزو العربي ليس حدثًا عارضًا أو مقطوع الصلة بسائر حوادث التاريخ، بل أنه حادث لا يظهر أثره إلا باقترانه بالأحداث الكبرى التي ساقت دولتي الفُرس والروم القديمتين للاصطدام بالدولة العربية الناشئة. لذلك اتخذ من حُكم هرقل إمبراطور الروم لمملكته نقطة انطلاق، مع الأخذ في الاعتبار أن مصر آنذاك كانت ولاية رومانية تم استردادها من الغزو الفارسي، ثم جاء الغزو العربي إيذانا بمرحلة جديدة وعالم جديد في العلاقات الدولية.
ومع بداية القرن السابع الميلادي، كانت الإمبراطورية الرومانية تتعرض لمحن وكوارث، من بينها ازدياد الفساد الخلقي والسياسي، كما انتهى حكم الإمبراطور (جستن) مثلًا بالجنون. وفي مصر كان الإمبراطور الروماني يسعى بنفسه لإجبار القبط على الدخول في المذهب الرسمي المسيحي، مما أدى لاضطراب الأحوال واندلاع المعارك الطائفية.
وجاءت المحاولة الأخيرة للإنقاذ من جانب الإمبراطور هرقل الذي اجتاح الغرب حتى وصل للإسكندرية، ثاني مدن الإمبراطورية بعد القسطنطينية، فقضى على الثورة واستعاد الأمن، فقد كانت مصر آنذاك مزرعة القمح الإمبراطورية الأولى ولا يمكن التهاون بشأنها أو التفريط فيها.
*
بين حكم هرقل وفتح عُمر ثلاثين عامًا مثّلت مشكلة مستعصية على المؤرخين والباحثين، والكتاب الرئيسي الذي يمكن الرجوع إليه -وهو ديوان حنا النقيوسي- فُقد للأسف صفحات عديدة من أغلب نسخه المخطوطة. على أي حال، وطبقًا لروايات عديدة، يمكن التأكيد على أن مصر كانت إحدى أهم مدن الإمبراطورية بتقدمها العلمي والحضاري والفلسفي.
أما مسرح الأحداث عشية الفتح فكان كالتالي.
في عام 614م، بدأ الفُرس اجتياحهم لمصر، وبالرغم من مقاومة المصريين العنيفة، إلا أنه لم يحلّ عام 618م إلا وكان الفُرس قد أخضعوها. غير أن المناوشات والمعارك الصغيرة استمرت حتى عام 629م، حين عُقد الصلح بين الفرس والروم، وتوجه الإمبراطور للحج في بيت المقدس. وفي الوقت نفسه كان النبي محمد قد أرسل رسولًا وصل إلى حمص يحمل كتابًا يدعو فيه هرقل للإسلام، والمعروف أن النبي بعث برسائل مماثلة لأمراء البحرين واليمن وعُمان والمقوقس حاكم الإسكندرية ونائب الإمبراطور في مصر ونجاشي الحبشة وكسرى إمبراطور الفُرس.
في عام 639م، سار عمرو بن العاص ومعه أربعة آلاف فارس، وسرعان ما فتحوا العريش والفرما، ووصوا إلى قرية «أم دنين»، وموقعها اليوم بالقرب من الأزبكية في قلب القاهرة التي لم تكن قد تأسست بعد، وإلى الشمال من حصن بابليون مقر الحكم، وبعد أن كانت الحامية الرومانية المرابطة في الحصن تظن أن الأمر ليس أكثر من غارة من غارات البدو، التي كانت تتكرر بين الحين والآخر، تأكد لها أنها أمام حرب حقيقية.
ومضت عدة أسابيع في مناوشات يستكشف كل طرف خلالها الطرف الآخر. وكان ابن العاص قد أرسل جواسيسه، وعرف أنه لن يستطيع الاستيلاء على الحصن بمن بقى معه من الجنود. وكان الخليفة عمر بن الخطاب قد وعد بالإمداد، فأرسل ابن العاص يستحثه. وعندما تأخرت الإمدادات، تفتق ذهنه عن عمل جرئ آخر، وهو غزو الفيوم القريبة. وبالفعل سار بجيشه إلى الجنوب، وبعد أن عبروا النهر وبلغوا ممفيس، رأى العرب للمرة الأولى المشهد الذي خلب ألبابهم: فمن اليمين الأهرام، ومن اليسار نهر النيل وحصن بابليون وحوله أطلال ممفيس بتماثيلها ومعابدها الفرعونية والحقول تمتد في كل مكان، وهو مشهد لم يكونوا قد شهدوا مثله في الصحراء التي قدموا منها.
لكنهم لم يتمكنوا من غزو الفيوم بذلك العدد القليل من الجنود، فعادوا أدراجهم منحدرين مع النهر، حيث كانت الإمدادات قد وصلت يقودها الزبير بن العوام ومعه أربعة آلاف رجل، ثم وصلت بعده كتيبتان في كل منهما أربعة آلاف رجل، أي أن المجموع 12 ألف رجل.
وشهدت صحراء عين شمس المعركة التي دارت بين العرب والروم، وانتصر العرب وتقدموا لحصار بابليون، ثم عادوا لفتح الفيوم، ونجحوا هذه المرة، بل وفتحوا عدة مدن أخرى في مصر السفلى، وتفرغوا تماما لحصار الحصن.
*
يتابع بتلر في عمله الفذ ذكر كل ما يتعلق بحصن بابليون: موقعه وصروحه وأبوابه وأصل تسميته.. إلى آخر ذلك. ويضيف أن قيرس أو المقوقس كان يحكم مصر باسم الإمبراطور هرقل، وكان موجودًا بالحصن عند بدء الحصار. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن المعلومة التي يؤكدها حول الحصن وجنوده تخالف كل ما ذُكر من قبل. فتجمع المصادر المختلفة أنهم كانوا من الأقباط، بينما يؤكد هو أنهم كانوا من الرومان، وأن قيرس أو المقوقس كان ملكاني المذهب، وهو المذهب الرسمي للإمبراطورية الرومانية، وقد اضطهد قبط مصر اضطهادًا عنيفًا على مدى عشر سنوات، بسبب مذهبهم المخالف، وفر الكثير منهم إلى الصحراء وخصوصًا رجال الدين.
أما المقوقس المحاصر في حصنه مقر الحكم، فقد عقد اجتماعًا سريًا لرؤوس الحرب في الحصن وبسط لهم رأيه، وملخصه: إذا كان الحصن أقوى من حصار العرب بموقعه وبنيانه، فإن الماء في الخندق المحيط بالحصن لا بد له أن يهبط، تبعا لهبوط الماء في النيل. وأضاف المقوقس أنه لا يتوقع مددًا يرفع عنهم الحصار، قبل مضي عدة أشهر.. لذلك استقر الرأي على أن يفدوا أنفسهم بالمال، ويدفعون للعرب ما يردونهم به، ليعودوا إلى بلادهم. كما استقر الرأي أيضًا على ذهاب المقوقس وأصحابه إلى جزيرة الروضة، ويبعثون إلى قائد العرب ويفاوضونه.
وبالفعل، ذهب الرسل إلى عمرو بن العاص الذي أكرم وفادتهم واستمع إليهم. كانت الرسالة واضحة: على عمرو أن يعلم أنه وجنوده ليسوا سوى أسرى في يد الروم، وبمجرد وصول الإمدادات سيُقتل العرب عن بكرة أبيهم، وانتهوا إلى دعوتهم للتفاوض. كان رد ابن العاص هو حبس الرسل عنده يومين ليروا بأعينهم حال المسلمين، وسمح لهم بالتحرك في المعسكر، وفي النهاية بعث برده التالي مع الرسل بعد الإفراج عنهم:
«ليس بيني وبينكم إلا إحدى ثلاث خصال. إما أن دخلتم الإسلام فكنتم إخواننا وكان لكم ما لنا، وإن أبيتم فأعطيتم الجزية عن بُد وأنتم صاغرون، وإما إن جاهدناكم بالصبر والقتال حتى يحكم الله بيننا».
عاد الرسل ليصفوا للمقوقس ما رأوه. قالوا: «ما رأينا قومًا الموت أحب إلى أحدهم من الحياة، والتواضع أحب إلى أحدهم من الرفعة، وليس لأحد منهم في الدنيا رغبة ولا نهمة، إنما جلوسهم على التراب، وأكلهم على رُكبهم، وأميرهم كواحد منهم.. ما يعرف رفيعهم من وضيعهم ولا السيد من العبد. وإذا حضرت الصلاة لم يتخلف أحد منهم عنها.. يغسلون أطرافهم بالماء ويخشعون في صلاتهم».
وبعد وقت قصير، انتهى المقوقس إلى أنه ليس أمامه إلا عرض الصلح، وأرسل إلى ابن العاص ليبعث بجماعة من ذوي الرأي عنده ليجري معهم مباحثاته، وبالفعل وصل إلى الحصن عشرة أشخاص بينهم عبادة بن الصامت.
وحين دخل عبادة على المقوقس، صاح الأخير قائلًا: نحّوا عني هذا الأسود وقدّموا غيره ليكلمني..
أجابوه: إن هذا الأسود أفضلنا رأيًا وهو سيدنا وخيرنا والمقّدم علينا، وإنما نرجع جميعا إلى قوله ورأيه.
ورضخ المقوقس وأجرى مفاوضاته مع الأسود الذي لم يتنازل عن الشروط الثلاثة التي سبق لعمرو بن العاص أن عرضها على رسل المقوقس.
وفي أعقاب المفاوضات، اجتمع المقوقس مع أصحابه، ويبدو -حسبما حدّد بتلر- أنهم اختلفوا على قبول شروط العرب أو رفضها، فأجابهم عمرو أنه لن يمهلهم أكثر من ثلاثة أيام. وفي اليوم الرابع جرت معركة قصيرة كان النصر فيها للعرب، وأذعن الروم لشروط العرب، وبدأت إجراءات عقد الصلح على أن ترسل الشروط إلى الإمبراطور هرقل ليقرّها، وافق الجانبان على أن تبقى الجيوش في مكانها حتى يأتي رد هرقل.
ذُهل الإمبراطور من تلك الشروط القاطعة المجحفة وأرسل في طلب المقوقس. وبالفعل سافر الأخير عن طريق الإسكندرية إلى القسطنطينية، ومثل بين يدي الإمبراطور، وأكد له ضرورة عقد الصلح ودفع الجزية، وثار الأخير واتهمه بالخيانة وحكم عليه بالنفي.
وفي مارس 641م، مات هرقل فيما كان العرب ما زالوا أمام الحصن يحاصرونه بعد أن رفض الأخير الصلح.. وهنا تقدّم العرب وفتحوا الحصن، وتابعوا معاركهم لغزو مصر بكاملها.
*
كنتُ قد أشرت من قبل إلى أن بتلر كان له الفضل في التصدي لبعض مفتريات التاريخ الشائعة، ومن بينها اتهام العرب بحرق مكتبة الإسكندرية. ونقّب الرجل وراء الاتهام ووجد أن أول ذكر للحادثة جاء في تاريخ أبو الفرج. وملخص رواية الأخير أن رجلا اسمه «حنا الأجرومي» من أهل الإسكندرية اتصل بعمرو وتوطدت العلاقة بينهما لأسباب ما، وطلب منه أن يمنحه مكتبة الإسكندرية ما دام العرب ليسوا في حاجة لها(!) فأجابه عمرو بأنه لا يستطيع أن يتصرف قبل أن يستأذن الخليفة، وبالفعل أرسل له يسأله فأجابه:
«وأما ماذكرت من أمر الكتب، فإذا كان ما جاء بها يوافق ما جاء في كتاب الله فلا حاجة لنا بها، وإذا خالفه فلا أرب لنا فيها وأحرقها.. »
وعندما فحص بتلر هذه القصة العجيبة لاحظ أولًا أن أول ذكر لها جاء بعد مضي خمسة قرون على غزو الإسكندرية. وثانيًا لو سلّمنا بأن المكتبة قد أحرقها العرب، لكان الأقرب أن تُحرق فوق ربوة، وليس أن يتحمل الناس عناء حملها ونقلها وتفريقها على حمامات المدينة. وثالثًا إذا كان عمرو قد فرّقها لكان من الممكن أن يحصل عليها الكثيرون مثل حنا الأجرومي، وتورد أخبارهم مصادر أخرى. ورابعًا أن أغلب الكتب في مصر في القرن السابع كانت مصنوعة من الرق الذي لا يصلح وقودًا.
ثم ينسف بتلر الحكاية من أساسها مؤكدًا أن «حنا الأجرومي» الذي أورد اسمه الأجرومي لم يكن على قيد الحياة عند فتح الإسكندرية! بل أن المكتبة ذاتها لم تكن موجودة وقت الغزو لأن الإسكندرية كانت تضم مكتبتين، الأولى ضاعت في الحريق الكبير الذي أضرمه قيصر قبل 400 عام من الفتح. والثانية هي مكتبة السرابيوم التي قد تكون نُقلت من المعبد قبل عام 391، أو أن تكون قد اختفت قبل الفتح بقرنين ونصف.
تلك هي الخطوط العريضة للكتاب العُمدة في بابه، والمدهش أن كاتبه الأوروبي لم يخضع للرايات السيارة والأكاذيب التي ارتفعت إلى مصاف الحقائق، بل خضع للحقيقة والحقيقة وحدها..
0 88: dm4588a03ktc88z05.html
إرسال تعليق